السبت، 24 أبريل 2021

فايز الغصين شاهد عربي عن الابادة الارمينية

فايز الغصين شاهد عربي عن الابادة الارمينية
كتاب عنوانه ( المذابح في ارمينيا )
 
فايز الغصين شاهد عربي عن الابادة الارمينية
فايز عصين شاهد عربي

فايز الغصين ينحدر من قبيلة سولوت القوية في منطقة حوران السورية. وكان محاميا عربيا بارزا ولمدة ثلاثة سنوات ونصف كان حاكم مقاطعة خاربيرد.

في عام 1915 وفي طريقه الى ارضروم اعتقلته السلطات التركية دون اي سبب وقضى شهرا واحدا في سجن ديار بكر. مكث في ديار بكر 7 اشهر اخرى وكان شاهد عيان على الفضائع التي ارتكبها الاتراك ضد الارمن المنفيين من ارضروم وفان وبيتليس وخاربيرد واماكن اخرى. بعد مدة قدم الغصين شهاداته ضمن كتاب عنوانه (المذابح في ارمينيا ) ، في عام 1916 نشر كتابه باللغة العربية ولاحقا لكثرة انتشار الكتاب ترجمت الى الانكليزية والفرنسية.

بعد المحن التي شاهدت خلالها الكثير من الموت والذبح وصلت الى البصرة. وان نشري لهذا الكتاب هو خدمة لنشر الحقيقة لشعب مضطهد من قبل الاتراك. ودفاعا عن ايمان الاسلام ضد تهمة التعصب.

 انتقلنا بعربات الى ( اورفا ) وفي الطريق رايت حشودا تسيرعلى الاقدام وعندما اقتربت منهم وجدت انهم نساء من الارمن حفاة ومرهقات كانوا يسيسرون بصفوف مثل رجال الدرك وكانوا دائما يضربونهم بعقب البندقية كل من تاخر من السير ويرمونها على وجهها ، ولكن لو تاخرت واحدة منهم بسبب الارهاق او المرض فيتخلون عنها ويتركونها في البرية للوحوش البرية او ينهي الدرك حياتها برصاصة.

بعد مغادرة (اورفا ) مرة اخرى شاهدنا حشودا من النساء منهكين من التعب ويموتون من الجوع والعطش وراينا جثث الموتى مرماة على جانب الطريق. وبعد مسير ست ساعات من ( اورفا ) وصلنا بالقرب من قرية تدعى ( كارا جيفرين ) توقفنا لتناول الافطار قرب جدول فاقتربت من منبع الجدول فوجدت امراة ملقية على وجهها وشبه عارية وثيابها ملطخة بالدماء وفي صدرها اربع رصاصات. لم اتحمل المشهد فبكيت بمرارة فاستدرت لامسح دموعي لكي لا يشاهدني رفاقي، فاذا اشاهد طفل لا يتجاوز عمره الثمان سنوات ملقي على وجههو وراسه كان قد قطع على الاغلب بفأس. في المساء وصلنا الى ( كارا جيفرين ) فنمنا هناك الى الصباح وفي الصباح ذهبنا الى ( سيفريك ) وفي الطريق شاهدنا مشهدا رهيبا. كانت الجثث ملقاة باعداد كبيرة على جانبي الطريق وعندما وصلنا الى ( سيفريك ) واجهتنا اعداد كبيرة من الجثث ومعضمها جثث اطفال . حيث شاهدنا احد خدام الخان يحمل جثة رضيع بشعر اصفر مثل الذهب القي به خلف المنزل، فسالناه عن ذلك فقال كان هناك ثلاث نساء ارمن مريضات تخلفن عن رفاقهن فاحداهن انجبت هذا الرضيع ولكن بسبب مرضها لم تتمكن من تغذيته لذا مات. والقي به في مكان حيث يمكن للمرا ان يرمي فيها فأرة...

ماذا فعلت هؤلاء النساء باسم الله ؟ هل شنوا حربا على الاتراك، او قتلوا احدهم ؟ ما هي جريمة هذه المخلوقات التعساء؟ جريمتها الوحيدة كانت لانها ارمنية ماهرة في ادارة منزلها ، وتدريب ابنائها والوفاء لزوجها وبيتها.

اسألكم ايها المسلمون ، هل يعتبر هذا جريمة ؟ فكر للحظة، ما ذنب هؤلاء النساء الفقيرات ؟ هل كان تفوقهم على المرأة التركية في كل الاحترام ؟ حتى اذا افترضنا ان ازواجهم استحقوا مثل هذه المعاملة، فهل من الصواب التعامل مع تلك النساء بطريقة يمكن ان يرتد منها الوحش البري ؟ قال الله في القرآن: ( لا تحملي احدا باعباء الاخر ) ، اي لا يعاقب احدا على الاخر.

ماذا فعلت هؤلاء النساء الضعيفات او اطفالهم ؟ هل يمكن لرجال الحكومة التركية ان يقدموا حتى دليلا ضعيفا لتبريرافعالهم واقناع اهل الاسلام الذين يعتبرون هذا العمل غير قانوني ويرفضونه ؟ لا ، لا يجدون اي كلمة ليقولونها امام شعب تقوم عاداته على العدل، وقوانينه تقوم على الحكمة والعقل...

.... لاحظت ان الصلبان قد ازيلت من الابراج النبيلة للكنائس. والتي تستخدم الان كمخازن واسواق لحفظ وبيع اثار الموتى ....

في موش قتل جزء من الارمن، في حضائر من القش تم حرقهم والكثير منهم من خلال اطلاق النار عليم او الطعن بالسكاين. استاجرت الحكومة جزارين باجور يومية واحد جنيه تركي.

يقول الغصين ان طبيب اسمه عزيز بك اخبرني: انه عندما كان في ( ميرزيفان )، في ولاية سيفاس ، سمع ان قافلة من الارمن ارسلوا الى الاعدام فذهب الى القائم مقام وقال له: اتوسل اليك ارسلني لارى هذه العملية الجراحية  بنفسي لان من واجباتنا تقطيع اجسام البشرية.  فاعطيت له الموافقة وذهب الطبيب فوجد اربع جزارين لكل منهم منجل ، كان الدرك قد قسم الارمن الى اربع مجاميع كل مجموعة مكونة من عشرة اشخاص وارسلوهم الى الجزارين الواحد تلو الاخر. قال الجزار لرجل ارمني ان يمد رقبته، فعل ذلك، وذبح مثل الخروف، دهش الطبيب لثباته امام الموت. دون خوف او دون ان ينبس ببنت شفة .

اعتاد رجال الدرك على ربط النساء والاطفال ورميهم من المرتفعات في وادي عميق حتى يصلون الارض اشلاء ممزقة ، يقال ان هذا المكان بين ديار بكر وماردين وليومنا هذا هناك اكوام من عظام الموتى .

اخبرني شافكيت بيك احد المسؤلين الكلفين بابدة الارمن، القصة التالية:

عندما بداوا باسقاط الارمن في الوادي اقترب من رجل كردي وقبل يدي وتوسل لي ان اعطيه فتاة تبلغ من العمر حوالي 10 سنوات، اوقفت اطلاق النار وارسلت الدرك لاحضار الفتاة وعندما احضروا الفتاة اشرت لها وقلت لها اجلسي هناك لقد اعطيتك لذلك الرجل وسوف تخلصين من الموت. بعد فترة رايت انها القت بنفسها بين الارمن القتلى ، لذا امرت رجال الدرك بوقف اطلاق النار وقلت لها: لقد اشفقت عليك وجلبتك من بين الاخرين لانقذ حياتك لماذا ترمين نفسك معهم ؟ اذهب مع هذا الرجل سيصحبك كابنته : قالت انا بنت ارمنية ، والدي يقتلون بين هؤلاء الناس ، لن يكون لدي اي شخص اخر مكانهم. ولا ارغب ان اعيش بعد الان من دونهم. ثم بكت ورثت. وحاولت جاهدا اقناعها لكنها لم تستمع ، لذلك تركتها تسير في طريقها. تركتني بفرح ، وضعت نفسها بين والدها ووالدتها، اللذين كانا في اللحظات الاخيرة، وقتلت هناك. ثم اضاف: اذا هذا كان سلوك الاطفال. فماذا كان سلوك شيوخهم ؟

اعداد وترجمة: هايك دانيال

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق