رواية تحت شجرة التوت/ للروائي راسم الحديثي
رواية تحت
شجرة التوت/ للروائي راسم الحديثي.
الأرمن في بطون الدولة العثمانية.
بطل هذه الرواية شاب ظهر فجأة في قرية الجزيرة الواقعة
في أعالي الفرات، ظهر في مصلى قرية الجزيرة، لا يعلم أحد من أين أتى، عاشوا معه
وهم يجهلون أية معلومة عنه، هو ( الشيخ علي )، هكذا عرفوه، أبدع وأجاد بحنكة مسلم
قدير إدارة هذا المصلى بفرائض المسلمين، حتى شاع صيته وتبعه اهل القرية واحبوه
ونسجوا عنه قصصا خيالية بقدرات دينية خلاقة. لكن هذا المصلى المظلل بشجرة التوت
أصبحت سكنا دائما له.
نعود الى الشيخ علي ولقاءه مع الحفيد عماد، عماد طرق باب
المصلى فلم يجد استجابة من أحد ما خلا بعض الهمهمات، فتح الباب عنوة ودخل ليجد
الشيخ علي وهو ينتظر لحظاته الأخيرة بعمر يقارب المئة عام.
استأنف أسئلته عن عائلته بتفاصيل أصر عليها عماد، الشيخ
يتعذب ويجيب بصوت خفيض يكاد يسمع، وأخيرا طرح سؤاله الصعب وهو:" يا شيخ
الأرواح بيد الله، ولكن قبل أن تنفخها اخبرني من أنت لتنام مرتاحا هادئا وتلاقي
وجه ربك راضيا مرضيا؟؟.
اجابه:" أنا أرمني يا بني، لم يعد وقت لاخفاء
الحقيقة، ربي هو ربك يا بني، نحن بشر قيمتنا من أعمالنا، اخفيتُ ديانتي للحفاظ على
روحي، آآآه أين أهلي الآن؟، ثم سأله عماد: ما اسمك يا شيخ علي؟ أقصد اسمك وأنت في
استانة؟ . أجابه: غادرته من زمان، إسحاق اليهودي جعلني اتذكره فكان يناديني باسمي
الحقيقي، هاكوبيان" فصل 23 ص 130 .
أعلن عماد وفاة الشيخ علي بمكبرة الصوت، تجمع حشد كبير
لم تعهده قرية الجزيرة والقرى المجاورة من قبل، قرر عماد أن يدفن هنا بالقرب من
شجرة التوت في باحة المصلى الخارجية، شارك في مجلس الفاتحة التي ساهم الجميع
بكلفها وجهدها، وقد أوصى عماد أن يذكر تاريخ وفاة الشيخ علي بهذا اليوم منتصف
حزيران 2009 ويكتب اسمه( الشيخ علي هاكوبيان).
اصبح هذا القبر، قبر الشيخ علي هاكوبيان مزارا يؤمه كل
من لديه مشكلة مستعصية، فسيج قبره بسياج حديدي، وهكذا كانوا يستذكرون حكاياته أيام
زمان ومنها: ان المسجد الواقع في الجهة الشرقية لقرية الجزيرة كان كنيسة قبل
الإسلام. وأن القرى التي تبدأ اسماؤها في الباء المكسورة هي قرى كلدانية مثل
" بثنة وبروانة وبشتية وبربيبي وبرهيثة وبنياذة. ويقول في ذات مكان مزار
الشيخ حديد وقبل هذا التاريخ بكثير كان هناك مزار يدعى مزار الراهب أدة.
طبعت الطبعة
الأولى في دار امل الجديدة / سوريا عام 2018
طبعت الطبعة
الثانية في دار النخبة المصرية عام 2020
الروائي راسم الحديثي
9/ 1 / 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق