الارمن والاشوريون: تجارب مشتركة عبر العصور-الجزء الثاني
بقلم: نيقولا الجيلو
معاناة الابادة الجماعية المشتركة
حتى في اللحظات الحاسمة لمعاناة الابادة
الجماعية، التي تعرضوا لها ابان حكم الامبراطورية العثمانية، عانوا الارمن
والاشوريون معا ووقعوا ضحية للمذابح الهمجية والترحيل.
ليس لان البطريارك الارمني في القسطنطينية كان يمثل الاشوريون فحسب، بل
عانوا ايضا من وصمة العار لانهم كانوا يعرفون من قبل الاتراك بأسم Ermeni ( ارمني
)، وهو مصطلح عام يستخدم من قبل لامبراطورية العثمانية والفارسية للتعبير عن اي
شخص مسيحي، سواء كانوا من اصل ارمني ام لا. وعلى نفس ذلك المبدأ تعرضوا ايضا
اليونانيون الى المذابح الجماعية والترحيل، من بونتوس، ايونيا، تراقيا وكاباتوكيا
وبلغت ذروتها في عشرينيات القرن الماضي.
ولان الاشوريون عاشوا جنبا الى جنب
مع الارمن في العديد من المناطق، فانهم وقعوا فريسة لاعمال الابادة الجماعية التي
ارتكبتها الدولة العثمانية، سواء كانت خلال مذابح عام 1895-1896 حيث راح ضحيتها
اكثر من 100,000 اشوري، مذابح ادنه وضحيتها
3000 اشوري، او المذابح التي وقعت بين الاعوام 1914-1924 والتي خلفت ما بين 500,000-750,000 اشوري ونزوح اكثرر من 250,000 من ديارهم، حيث لم
يكون يتجاوز عدد سكان الاثوريون حول العالم عام 1914 المليون نسمة، وبالتالي فقدان
ثلثي عددهم كان ماساة لم يتعافوا منها بعد.
في تلك الفترة كتب الاشوريون في اميريكا، انكلترا، فرنسا وسوريا عن تجاربهم
في ظل العثمانيين وعواقب الابادة الجماعية، كتب ابادة الارمن كانت تشير ايضا الى
الاشوريون، حيث ظهروا بشكل واسع في الكتاب الازرق ( معاملة الارمني في
الامبراطورية العثمانية ) للورد بريس. كتاب اخر له بعنوان ( معاملة الاشوريون في
الامبراطورية العثمانية )، حيث تم اعداده
ولكن لم يتم نشره.
اول دراسة اكاديمية عن الابادة الجماعية الاشورية تمت كتابتها من قبل الدكتوركابريل
يونان في المانيا في ثمانينات القرن الماضي، الاشوريون معروفون في اوربا بتنظيم
المظاهرات واحتجاجات للاعتراف بالابادة الجماعية الاشورية.
عبدالله اوجلان وحزب العمال الكردي، اول م اعترفوا رسميا بالابادة الجماعية
الاشورية والارمنية في تسعينيات القرن الماضي، ومنذ ذلك الوقت اعترفت العديد من
البلديات والحكومات الاقليمية في اميريكا واستراليا واوربا بالابادة الجماعية
للاشوريين. مارس 2010 السويد اول دول تعترف رسميا بالابادة الجماعية الاشورية،
وهناك خطط للضغط على مزيد من الدول لتخطوا نفس الخطوة.
الحكومة الارمنية خصصت قطعة ارض في يريفان ووضعت فيه النصب التذكاري
للابادة الجماعية الاشورية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق